//]]>

ماذا يحدث عندما لا تقول الحقيقة

 

عدم قول الحقيقة في العلاقات عامل زي عدم ري النباتات — في الآخر بتخلّص على حاجة كانت حية وبتكبر. النتيجة الحتمية لما تمسك نفسك عن قول الحقيقة لحد بتحبه هي إنك كمان هتمسك نفسك عن الحب. بعد شوية وقت في علاقة ما فيهاش تعبير عن الحقيقة، هترجع تبص و تسأل: "إيه اللي حصل للشعور المليان ده؟ فين السحر؟" الإجابة إن الحب والسحر مدفونين تحت أكوام من المشاعر غير المُعبر عنها. ببساطة، مش ممكن تكبت مشاعرك السلبية (زي الغضب، والخوف، والألم، والذنب) وتتوقع إن المشاعر الإيجابية تظل حيوية. لما تكون مُخدر لمشاعرك غير المرغوب فيها، بتكون كمان مُخدر قدرتك على الإحساس بالمشاعر الإيجابية.


التأثيرات طويلة المدى لعدم قول الحقيقة لنفسك أو للآخرين وكبت مشاعرك هي إنك بتفقد قدرتك على الإحساس بالمشاعر الإيجابية زي الفرح، والحماس، والشغف. كل مرة تكبت فيها شعور مش عايز تواجهه، بتدمر بشكل منهجي قدرتك على الإحساس، وخطوة بخطوة، بتقضي على الشغف في كل علاقاتك.


علامات التحذير

اكتشفت إن فيه أربعة علامات تحذيرية في كل علاقة بتشير لما الاتصال العاطفي يبدأ يضعف ولما تكون متجه بسرعة نحو فقدان الحب في العلاقة دي. ودول هم العواقب الحتمية لعدم قول الحقيقة كاملة.

لو عايز تتجنب فقدان الحب والإحساس في العلاقة، ولو عايز تحافظ على الشغف، خليك دايمًا على دراية بالأربع علامات دول. وأول لما تلاحظ أي واحدة منهم ، يكون الوقت قد حان لبدء قول الحقيقة كاملة عن مشاعرك. الأربع علامات هي:

موت العلاقة يحدث في أربع مراحل


1- المقاومة

في أي علاقة إنسانية طبيعية، هتكون فيه مستويات معينة من المقاومة بين شخصين. المقاومة بتحصل لما تلاحظ نفسك تبدأ تقاوم حاجة الشخص التاني بيقولها أو بيعملها أو بيشعر بها. تبدأ تنتقدهم في ذهنك، وممكن تلاحظ إنك بتبتعد شوية.
مثال: أنا في حفلة مع شريكتي وهي تبدأ تحكي نفس القصة اللي دايمًا تحكيها في الحفلات، قصة سمعتها كتير قبل كده. المرة دي ألاحظ نفسي أحس بمقاومة تجاهها، شعور جوهيا زي: "آه لا، هي بدأت تاني بنفس القصة." أو، جوزك يذكرك بدفع فاتورة، وتلاحظ نفسك تقفل عنه شوية، حتى لو للحظة.

الطريقة اللي معظم الناس بتتعامل بها مع المقاومة هي إنهم يتجاهلوها ويتظاهرو إنها مش موجودة. ممكن يكون عندك أفكار زي: "آه، الموضوع مش كبير" أو "ماتكونش ناقد كده؛ في النهاية، مافيش حد كامل" أو "بس انساه. ليه تهز المركب؟"

لو مقلتش الحقيقة عن مقاومتك وحلّيتها مع شريكك، المقاومات الصغيرة دي هتتراكم وتتحول لـلمرحلة الثانية، وهي الاستياء.


2- الاستياء

الاستياء هو مستوى أكثر نشاطًا من المقاومة. هو كره شديد ولوم للشخص الآخر على اللي بيعمله. الشخص الآخر يبدأ يزعجك بشكل كبير. ممكن تلاقي نفسك بتغضب من حاجات صغيرة وبتضخمها. لو سمعت شريكتي تحكي نفس القصة كذا مرة من غير ما أعبّر عن مقاومتي، هيجي يوم أكون مش بس قاوم سماع القصة دي، لكن هبدأ أستاء منها فعلًا. ممكن أحس: "آه، بكره لما تحكي القصة دي، هي بتظهر بشكل غبي." الاستياء غالبًا ما يصاحبه شعور داخلي بالغضب والتوتر. أنت بتفصل عاطفيًا عن شريكك. الغضب، والإحباط، والانزعاج، والحدة، والكراهية كلها أعراض للمرحلة الثانية، الاستياء.

لو مقلتش الحقيقة عن استيائك وحليته مع شريكك، هيبدأ يتراكم ويتحول للـمرحلة الثالثة، وهي الرفض.

الغضب، والإحباط، والكراهية، والانتقام، والانزعاج، والحدة، واللوم، كلها أعراض للاستياء غير المُعبر عنه


3- الرفض

الرفض بيحصل لما يتراكم كمية كبيرة من المقاومة والاستياء لدرجة إنه بقى مستحيل تكون متصل عاطفيًا مع الشخص الآخر، وبتبدأ تبتعد. بتكون مطفأ عاطفيًا وجنسيًا. ممكن تقول: "مش عايز أتناقش في الموضوع ده تاني." ممكن تسيب الغرفة، أو تخرج من البيت بشكل عصبي، أو ببساطة تقفل على نفسك وترفض تعترف بالشخص الآخر أو تهتم بيه.
علامات الرفض هي: عدم الرغبة في التواجد مع شريكك؛ التناقض المستمر مع أي وجهة نظر يأخذها؛ أو التخيل عن أشخاص آخرين أو الدخول في علاقات خارجية. الرفض هو النتيجة الطبيعية لتخزين الاستياء المتراكم. مش ممكن تكون قريب من شريكك أو تتواصل معاه بدون ما تحس بكل التوتر والاستياء اللي تجمع، فبتدفعهم بعيد عشان تحس بشوية راحة.

في المرحلة الثالثة دي، حياتك الجنسية هتتدهور بشكل كبير لو ما كانتش تدهورت بالفعل. ممكن تلاقي نفسك بتحب شريكك لسه، لكن مش جاذب ليه زي قبل كده، مش "مغرم" بيه. ممكن تحس بالنفور أو الاشمئزاز عند التفكير في الجنس، أو ببساطة تحس إنك مش مهتم بالجنس نهائيًا.

لو كنت مؤمن بالطلاق، هتقرر على الأغلب الانفصال في المرحلة الثالثة دي. لو انهيت العلاقة وهي في مرحلة الرفض، الانفصال هيكون مؤلم ومرير. لو مقلتش الحقيقة عن مشاعرك تجاه الرفض وحليتها مع شريكك، الرفض هيتراكم ويتحول للمرحلة التالية من الانفصال، وهي الكبت.

بعد مرحلة الرفض، بتبدأ تلقائيًا في كبت إحباطك وتخلي كل حاجة تبدو تمام. بتوقف عن الاهتمام بالأشياء


4- الكبت

الكبت هو أخطر مرحلة من الأربع مراحل. بيحصل لما تكون تعبت جدًا من المقاومة والاستياء والرفض لدرجة إنك بتكبت كل مشاعرك السلبية بنجاح عشان "تحافظ على السلام"، من أجل العائلة، أو عشان تبان بشكل جيد للعالم. في المرحلة الرابعة دي، بتحس: "الموضوع مش يستاهل نتخانق عليه تاني؛ ننسى الموضوع كله؛ أنا تعبت أوي عشان أتعامل مع ده." الكبت هو حالة من عدم الإحساس العاطفي. بتخدر نفسك لمشاعرك عشان تكون مرتاح. عدم الإحساس ده بيمتد لبقية حياتك. بتفقد حماسك وحيويتك. الحياة ممكن تصبح مملة وقابلة للتوقع — مش مؤلمة، لكنها مش مفرحة كمان. ممكن تحس بالتعب الجسدي معظم الوقت.

الحاجة الصعبة في الكبت هي إنه من الخارج، الزوجين في المرحلة دي ممكن يظهروا إنهم سعداء. ممكن يكونوا لطيفين ومهذبين مع بعض و نادرًا ما يتشاجروا، وممكن تظن إنهم عندهم علاقة ممتازة، لحد ما تسمع يومًا إنهم هيتطلقوا.

أخطر من كده هو الزوجين اللي وصلوا لمرحلة من الكبت لدرجة إنهم يعتقدوا إنهم ما عندهمش مشاكل. تخلوا عن أحلامهم الرومانسية الشابة، و قبلوا الوضع الراهن. اتعلموا يتوقعوا ويقبلوا ما يمكن وما لا يمكن توقعه. أقنعوا نفسهم إنهم سعداء. الزوجين دول في مشكلة لأنهم لحد ما يعترفوا إنهم عايزين تحسين في العلاقة، العلاقة هتظل زي ما هي.



الأربع مراحل مش بس بتوصف مراحل فقدان الحب في العلاقة على مدى طويل، لكن كمان بتوضح ميكانيكية كبت المشاعر. كل مرة تكبت فيها شعور، بتمر بالخطوات الأربع دي. مع كل مرة تكبت فيها مشاعرك، علاقتك بتمر عبر المراحل المختلفة. كل مرة تتخانق فيها، بتمر بالأربع مراحل. ممكن تمر بالأربع مراحل في أيام، ساعات، دقائق أو حتى ثواني.

بعض الناس محترفين في كبت مشاعرهم لدرجة إنهم ينتقلوا من المقاومة مباشرةً إلى الكبت في لحظات قليلة من غير ما يدركوا اللي بيعملوه. تذكر، الأربع مراحل بتطبق على كل علاقاتك — مش بس مع الحبيب، لكن كمان مع والديك، أولادك، رئيسك في العمل، أصدقائك، وحتى مع نفسك.


الحقيقة ممكن تطلق وفرة الحب داخل قلبك


اتفرج على الفيديو هنا


من كتاب: "ما تشعر أنه يمكنك علاجه" لجون جاري

لو عايز تغير حياتك للأفضل وتعيشها بهدف وغرض ملموس احجز جلستك من هنا

 






مقالات متعلقة

ليست هناك تعليقات:

اكتب تعليق